التخطيط الاستراتيجي هو الأساس الذي تقام عليه الشركات الناجحة. تعتبر هذه العملية المنهجية طريقة لتحديد اتجاه الشركة واتخاذ القرارات بشأن توزيع مواردها، بالإضافة إلى تنفيذ الخطط لتحقيق الأهداف طويلة المدى.
يعتبر التخطيط الاستراتيجي هو الضوء الذي يرشد الشركات نحو مستقبل مستدام، لإنه يكون بمثابة خريطة طريق ليس فقط للبقاء ولكن أيضاً للنمو والتوسع، مما يساعد الشركات على توقع تغيرات السوق والتكيف معها والازدهار.
أنواع التخطيط الاستراتيجي
هناك ثلاثة أنواع رئيسية للتخطيط الاستراتيجي ألا وهم:
التخطيط اليومي
يهدف هذا النوع إلى الاهتمام بالوضع الحالي والتعاملات اليومية فقط كما يهتم هذا النوع بأي عقبة قد تواجه سير العمل أو القائمين عليه، ويولِي أهمية كبيرة لعمليات التسويق بأنواعها المختلفة إيمانًا بأن الهدف الأساسي لأي منظمة هو زيادة الأرباح فقط. غالبا ما يتجه أصحاب العلامات التجارية الذي يعد انتشار منتجاتهم وزيادة المبيعات هو هدفهم الرئيسي إلى تبني هذا النوع من التخطيط الاستراتيجي عند تسييرهم لأعمالهم.
التخطيط الشامل
يدرس هذا النوع كافة الأحداث الماضية التي يمكن أن يكون لها أثر على الحاضر أو المستقبل، فهو يشمل ويغطي جميع المراحل والأحداث التي مرت على المنظمة بهدف التنبؤ بالقادم والاستعداد له، وأيضا بهدف القدرة على التقدم في الصفوف الأولى على جميع المنافسين.
التخطيط المستقبلي
يهتم هذا النوع بالنظرة المستقبلية بعيدة المدى، فهو يسير بخطي فائقة السرعة في سباق نحو التطور والتحديثات الجديدة. يتم اتباع هذا النوع عادة في شركات الإلكترونيات والأجهزة اللوحية، فنلاحظ تطور هذه الشركات في إصداراتهم بسرعة رهيبة يوميًا، حتى أنه أحيانا تتخطي هذه التطورات القدرة على الفهم والاستيعاب.
العناصر الأساسية للتخطيط الاستراتيجي
هناك عناصر أساسية للتخطيط الاستراتيجي، منها:
تعبير واضح عن الغرض والهدف العام للمنظمة.
تحديد شكل لما سيبدو عليه النجاح على المدى الطويل.
استعراض شامل لنقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات للشركة.
تحديد أهداف طويلة الأمد تتماشى مع الرسالة والرؤية.
وضع خطط وإجراءات ملموسة تهدف إلى تحقيق الأهداف الاستراتيجية.
تخصيص الموارد المالية والبشرية والأخرى لدعم الاستراتيجيات والتكتيكات.
رصد مؤشرات الأداء الرئيسية التي ستقيس نجاح أو فشل الخطة.
عمل تقييمات دورية للتأكد من أن الخطة على المسار الصحيح ولإجراء التعديلات اللازمة.
التواصل الداخلي والخارجي الواضح والفعال لضمان فهم جميع الأطراف المعنية للخطة والموافقة عليها.
أهمية التخطيط الاستراتيجي
تتمثل أهمية التخطيط الاستراتيجي فيما يلي
تحليل مفصل للوضع الحالي
يساعد التخطيط الاستراتيجي في تحليل وضع المنظمة الحالي من كافة الجوانب، مثل التحليل الرباعي الذي يتم من خلاله تحليل نقاط القوة لدى المنظمة واعتبارهم ميزة تنافسية، ونقط الضعف والعمل على التغلب عليها، والفرص التي يجب استغلالها، والتهديدات التي يجب وضع اعتبار لها.
وسيلة أمان وحماية
يعتبر التخطيط الاستراتيجي مصدر أمان لأي منظمة، فهو يحمي من أية أخطار متوقعة في المستقبل نظرًا لتوقعه المسبق لهذه الأخطار، وعمل الاحتياطات اللازمة لمواجهتها.
تحديد الأهداف ووضع مؤشرات لقياس الأداء
أثناء العمل على وضع الخطة الاستراتيجية، يتم تحديد الأهداف الاستراتيجية المراد الوصول إليها في نقاط واضحة، كما يتم تحديد المؤشرات الرئيسية لقياس الأداء، والتي تساعد في عملية التقييم النهائية.
العمل وفقًا لخطة محددة بوقت زمني
يلتزم التخطيط الاستراتيجي بالوقت الزمني للأعمال، ومراعاة تحقيق كل هدف في وقته المحدد، سواء الأهداف الحالية أو الأهداف المستقبلية بعيدة المدى.
يعطي انطباع جيد للأطراف الخارجية
تتأثر الأطراف الخارجية بشكل إيجابي عند التعامل مع أي منظمة تستخدم التخطيط الاستراتيجي كأحد الأساليب الإدارية الأساسية لتسيير العمل، لأن هذا يعتبر إشارة إلى قوة المنظمة وقدرتها على مواجهة أي مشكلات أو تهديدات.
يجعلك تتلاشى الفوضى
يساعدك التخطيط الاستراتيجي للبعد عن الفوضى ويوجد لك طريقة واضحة لاتخاذ الخطوات القادمة. وجود خطة يعني وجود إطار تتحرك داخله المؤسسة بكل أفرادها، ويرسخ لطريقة منهجية للتفكير تؤدي لطفرة في جودة النتائج المحققة.
خطوات التخطيط الاستراتيجي
توجد خطوات أساسية ينبغي مراعاتها في التخطيط الاستراتيجي، منها:
1. المسح البيئي
تحدد المسح البيئي العوامل المؤثرة على العمل على المدى البعيد، فيقيم السوق من خلال المنافسين، وفرص اجتذاب شرائح جديدة ورحيل العملاء عن المنافسين وإمكانية تطوير المنتجات والخدمات تبعًا لاحتياجات جديدة.
2. التحليل الداخلي
يحدد التحليل الداخلي موضع الشركة من أهدافها. فيقوم بالبحث والاستقصاء عن المبيعات السنوية لآخر سنة ونسبة رضا العملاء عن أداء الشركة وخدمة العملاء ونسبة احتفاظ الشركة بعملائها ومعدلات دوران الموظفين ونسبة رضا الموظفين الحاليين. كما يستخدم المخطط في هذه المرحلة أدوات مثل سوات وغيرها ويقارن المخطط الوضع الداخلي بالخارجي ويتأكد من دعم العناصر الخارجية للداخلية.
3. تحديد الاتجاه الاستراتيجي
يتضمن تحديد الاتجاه الاستراتيجي توفير مبادئ عامة أساسها فريق العمل وأصحاب المصلحة. من خلال عدد من الاجتماعات والمقابلات، يتم تحديد القيم الرئيسية التي تمثل كل عملية داخلية كما يتم معرفة المؤشرات العامة التي تثبت نجاح العملية وحسن اختيار الاتجاه.
4. تطوير الأهداف
من خلال تفاعل الفريق بالشكل المناسب، تتشكل أهداف تمثل الشركة ومبادئها. كما يتم تحديد النتائج المطلوبة والتي يمكن للشركة تحقيقها خلال فترة مقدرة. يتم تقسيم الأهداف إلى مجموعة من العناصر والخطوات، ويصنف إلى عناصر متاحة وأخرى غير متاحة. بناءً على هذا، يمكن تعيين مستويات الأهداف، ومعرفة السهل منها والأصعب.
5. تحديد المؤشرات والخطوط الزمنية
بناءً على الموارد المتاحة من أموال ووقت وموظفين، يمكن تحديد الخطوط الزمنية لكل هدف، والمؤشرات التي تتابع مدى كفاءة التقدم. في هذه الحالة، هنا يمكن تقسيم خطوات تنفيذ الأهداف إلى مجموعة من الخطوات التي لكل منها نقطة هامة تعلن انتهاء مرحلة وبداية مرحلة جديدة.
6. إعداد مستند مكتوب للخطة الاستراتيجية
للاحتفاظ بالمسار المحدد للخطة، ينبغي إعداد مستند رسمي يضم جميع البيانات المتفق عليها من الفريق ومسؤول التخطيط. بهذا يمكن الرجوع بسهولة إلى الخطة بأي وقت.
7. جهز للتنفيذ والمستقبل
بعد هذه الخطوات، حان الوقت للتنفيذ وتحديد شكل الخطوة التي ينبغي اتخاذها وتعيين مواصفاتها والعناصر المنتظرة. كل خطوة تنفذ يتم مراقبتها بعناية للتأكد إذا كانت متوافقة مع التوقعات الموضوعة أم لا.