الدورة المحاسبية هي عدد من الخطوات التي تجري في كل منشأة أو مؤسسة تمتلك قسم محاسبة داخليًّا، أو حتى تتعامل مع طرف خارجي مثل برنامج ڤوم المحاسبي السحابي، لتقييد وتسجيل وتبويب جميع المعاملات المالية خلال فترة محاسبية محددة، تمتد في الغالب إلى سنة لتخرج هذه البيانات والأرقام في شكل قوائم مالية يسهل فهمها.
يتم إعداد الدورة المحاسبية خلال الفترة المالية وتستمر كل عام طالما تعمل المؤسسة، وتبدأ بدفاتر القيود اليومية التي تسجل يوميًا إذا كان هناك معاملات حسابية، إضافة إلى بعض الخطوات الأخرى التي تتم بشكل دوري.
أهمية الدورة المحاسبية في النظام المالي للمنشأة
تساعد الدورة المحاسبية على إنشاء سجل دقيق للمركز المالي للمنشأة من خلال ملخص البيانات الدقيق الناتج عنها، وتتمثل أهمية الدورة المحاسبية في الشركات في:
التحكم المالي
تعتبر الدورة المحاسبية أحد الوسائل الفعالة التي تساعد على إنشاء نظام فعال للتحكم المالي داخل المنشأة، من خلال تتبع رصيد الإيرادات والمصروفات والتحكم في مستوى النفقات وإدارة المخاطر المالية.
التخطيط المالي
توفر الدورة المحاسبية البيانات اللازمة التي تسهل عملية التخطيط المالي وإعداد الموازنات المالية التقديرية، حيث تساعد هذه البيانات بدورها على تحديد الاحتياجات اللازمة لتحقيق النمو المستقبلي والاستقرار المالي.
الامتثال للمعايير والضوابط المالية
تعتبر الدورة المحاسبية من أحد الأساسيات الضرورية التي تضمن الامتثال للمبادي والمعايير المحاسبية العامة والدولية، وكذلك الضوابط المالية المعمول بها، حيث أنها تعزز الشفافية والمصداقية الامتثال لمبدأ المساءلة المالية والإفصاح الضريبي.
أهداف الدورة المحاسبية
للدورة المحاسبية عدة أهداف، منها:
الاطلاع الشامل على مختلف البيانات المالية لتفادي أي أخطاء قد تقع وتسبب ضررًا مستقبليًا للمنشأة.
تقديم إجابات مفصلة عن وضع المنشأة المالي لأي طرف خارجي مثل مصلحة الضرائب والمستثمرين.
تقديم قوائم مالية لأصحاب القرار في الفترة الزمنية المحددة لمساعدتهم في اتخاذ أنجع القرارات الإدارية.
تلافي الأخطاء القاتلة وتدارك الغش.
خطوات الدورة المحاسبية
هناك خطوات للدورة المحاسبية، ألا وهم:
تحديد المعاملات
المرحلة الأولية للدورة المحاسبية هي تحديد المعاملات، فبمجرد تحديد الفترة المحاسبية ستكون هنالك الكثير من المعاملات التي يجب تسجيل كل منها وحفظها في السجلات بدقة عالية، فعلى سبيل المثال ستُسجل العديد من الشركات معاملات المبيعات باستخدام برامج نقاط البيع المتصلة بسجلاتها، بالإضافة إلى التكاليف التي يمكن أن تتخذ أشكالاً مختلفةً عدة.
توثيق المعاملات ضمن دفتر اليومية
تتمثل المرحلة الثانية في توثيق المعاملات في دفتر اليومية، ويمكن اختصار الخطوتين الأولى والثانية في خطوة واحدة عن طريق تقنية نقاط البيع، وهي أنظمة تُستخدم في إدارة الأنشطة التجارية والشركات الصغيرة، وتعتمد على المنتجات الجاهزة في نظام مبيعاتها، بالإضافة إلى تتبع نفقاتها.
كما يجب تحديد الطريقة المحاسبية التي سيتم اعتمادها في توثيق المعاملات، فإذا كانت الطريقة النقدية سيتم الاعتراف الفوري بالإيرادات والمصروفات، بينما تقوم طريقة المحاسبة على أساس الاستحقاق على مطابقة الإيرادات والمصروفات وتسجيلها لحظة حدوث البيع.
ترحيل القيود اليومية إلى دفتر الأستاذ
يعتبر الترحيل إلى دفتر الأستاذ ذا أهمية كبيرة في هذه الخطوة، لأنه بموجب هذا الترحيل، يتم توضيح رصيد كل حساب بالمنشأة على حدة، فمن الصعب تحديد رصيد كل حساب من خلال دفاتر اليومية نظرًا لكثرة القيود وعدم تحديد كل حساب بمفرده، لذلك يتم عمل الترحيل إلى دفتر الأستاذ وفتح صفحة لكل حساب وتحديد رصيده نهاية المدة.
الحصول على ميزان المراجعة غير المعدل
تُعد هذه الخطوة أولى خطوات التحقق من أن الخطوات السابقة قد طُبقت بشكل صحيح، إذ تتضمن المرحلة الرابعة حساب ميزان المراجعة بعد الفترة المحاسبية، وبهذا تكتشف الشركة أي مبالغ غير معدلة أو أي أخطاء في كل حساب من ميزان المراجعة.
وتَهدف هذه الخطوة إلى إعداد ميزان المراجعة بما يضمن تساوي الأرصدة المدينة مع الأرصدة الدائنة في السجلات المالية للشركة، وبمجرد انتهاء الفترة المحاسبية واكتشاف جميع المعاملات وتوثيقها وترحيلها إلى دفتر الأستاذ العام نكون قد انتهينا من الإجراء الأولي الذي غالباً ما يتم عمله إلكترونياً وبشكل تلقائي.
قيود التسوية
هناك أنواع من الإيرادات والمصروفات يجب أن يتم تحميلها لكل فترة محاسبية، لذلك يتم عمل قيود التسوية كمرحلة أساسية من الدورة المحاسبية لتحميل الفترة المالية بكل المبالغ المطلوبة وتعتبر هذه القيود 4 أنواع وهم:
التسويات الضريبية: تساعد هذه التسويات على حساب الخصومات الضريبية وذلك يساعد على شطب هذه التكلفة الخاصة بالفترة المالية.
التأجيلات: هناك نقود تم دفعها في بداية السنة المالية ويأتي منها إيرادات مستقبلًا ولم يتم تسويته.
المستحقات: هناك مستحقات لإيرادات لم تدفع فورًا وأيضًا هناك مصروفات لما تدفعها.
المعاملات المفقودة: هناك بعض المعاملات تم نسيانها أثناء التسجيل في الدفاتر.
إعداد ميزان المراجعة بعد التسوية
هنا يتم عمل ميزان المراجعة المعدل لأننا نضع الأرصدة الجديدة التي تم عمل قيود تسوية لها ويتم عمل ميزان مراجعة مثل السابق ولكن بوضع الأرصدة الجديدة به ويجب أن تتساوي الأرصدة المدينة والأرصدة الدائنة، وبعد إعداده يتم توفير كافة البيانات والمعلومات التي تساعد على عمل القوائم المالية.
إعداد القوائم المالية
هناك 3 قوائم مالية يجب إعدادها في نهاية الفترة المالية وهم:
قائمة الدخل: تعتبر قائمة الدخل أحد أهم القوائم المالية لأنها توضح أرباح وخسائر الشركة وذلك لأنها تعرض كلاً من حساب الإيرادات وحساب المصروفات، لذلك يتم وضع جميع الإيرادات التي دخلت للمنشأة وطرح كل المصروفات التي تم دفعها حتى نعرف رصيد الربح والخسارة لهذه الفترة ويمكن عمل قائمة الدخل سنويًا أو نصف سنويًا وذلك حسب حجم النشاط، وتساعد قائمة الدخل المستثمرين لأنها تعرض هل هذه المنشأة لها أرباح ويمكن الاستثمار بها أم لا، وأيضًا لها دور في تحديد الضرائب.
قائمة المركز المالي: أما بالنسبة للمركز المالي، فإنها تعرض أصول وخصوم المنشأة لذلك يجب أن تكون الأصول مساوية للخصوم وحقوق الملكية. إذًا يجب أن تتساوي ميزانية أي مؤسسة بها رصيد الأصول مع الخصوم وحقوق الملكية.
قائمة التدفقات النقدية: توضح قائمة التدفقات النقدية كل الأموال الداخلة أو الخارجة للمنشأة الخاصة بالأنشطة التشغيلية والأنشطة الاستثمارية والأنشطة التمويلية، ويتم إعدادها سنويًا أو نصف سنويًا أو ربع سنويًا مثل باقي القوائم المالية.
إغلاق الحسابات
تعتبر إغلاق الحسابات آخر خطوة في الدورة المحاسبية، فبعد إتمام إعداد القوائم المالية، هذا يدل على إنهاء الفترة المالية وبداية فترة جديدة أخرى، لذلك يجب غلق بعض الحسابات لهذه الفترة وهي الإيرادات والمصروفات وتعتبر هذه الحسابات في الفترة الجديدة برصيد صفر، ولذلك يجب إغلاق جميع الحسابات الموجودة في دفتر الأستاذ سواء حسابات الإيرادات أو المصروفات، ولا يتم إغلاق حسابات الأصول والخصوم لأنها ليست لفترة مالية واحدة وتعتبر حسابات مستمرة للمنشأة.