البريكس

انضمام الإمارات إلى البريكس 2023: انعكاساته على اقتصادها ومستقبلها

انضمت دولة الإمارات العربية المتحدة رسمياً إلى البريكس للاقتصادات الناشئة، وهذا إنجاز كبير للإمارات وشعبها، وسيكون له تأثير كبير على اقتصادها وأهدافها المستقبلية.

المحتويات

ما هي مجموعة البريكس؟

البريكس

بريكس هو اختصار لأسماء البلدان الآتية: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وهي خمس اقتصادات ناشئة رئيسية تمتلك ما يزيد عن 3 مليارات نسمة من السكان وناتج محلي إجمالي مشترك يزيد عن 16 تريليون دولار، كما تمثل 40٪ من سكان العالم و 30٪ من مساحة الأرض العالمية.

شكّلت منظمه بريكس عام 2006 كمنصة للتعاون والحوار بين هذه الدول حول مختلف القضايا مثل التجارة والاستثمار والتمويل والصحة والتعليم والطاقة والأمن والابتكار. تعقد المجموعة قمما سنوية حيث يناقش قادة الدول الأعضاء مصالحهم وتحدياتهم المشتركة.

تمتلك المنظمة أيضًا عدة مؤسسات تدعم نشاطاتها، مثل البنك الجديد للتنمية (NDB) الذي يوفر تمويلًا لمشاريع البنية التحتية والتنمية المستدامة في دول الأعضاء والدول النامية الأخرى، وهيئة الاحتياط المؤقت (CRA) التي توفر المساعدة المالية للبلدان الأعضاء في حالات الأزمات المتعلقة بموازنة المدفوعات. ومجلس أعمال المنظمة الذي يسهل التجارة والاستثمار بين القطاعات الخاصة في دول الأعضاء.

لماذا انضمت الإمارات العربية المتحدة إلى مجموعة البريكس؟

الإمارات هي واحدة من الدول الأكثر رخاءً واستقرارًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. لديها اقتصاد متنوع يعتمد على النفط والغاز والسياحة والتجارة والتمويل واللوجستيات والتصنيع والابتكار. يبلغ عدد سكانها حوالي 10 ملايين نسمة ويبلغ الناتج المحلي الإجمالي حوالي 421 مليار دولار.

تسعى الإمارات إلى تحقيق رؤية استراتيجية لتحويل نفسها إلى اقتصاد قائم على المعرفة يمكنه المنافسة عالمياً وتحقيق التنمية المستدامة. لقد استثمرت بشكل كبير في التعليم والصحة والبنية التحتية والطاقة المتجددة واستكشاف الفضاء والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي. كما أنها أنشأت علاقات دبلوماسية قوية مع العديد من البلدان حول العالم.

البريكس

انضمام دولة الإمارات العربية المتحدة إلى مجموعة بريكس في عام 2023

كانت الإمارات شريكًا لفترة طويلة لمجموعة بريكس، بمشاركتها في منتدى أصدقاء البريكس في يونيو في كيب تاون، الذي تم تنظيمه كجزء من اجتماع وزراء خارجية بريكس، الذي ترأسه جمهورية جنوب أفريقيا.

و كان قرار الإمارات بالانضمام لمنظمة البريكس محفزًا بواسطة عدة عوامل:

البريكس
  • رأت دولة الإمارات العربية المتحدة المجموعة الاقتصادية الاجتماعية لبريكس فرصة لتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع بعض أكبر وأسرع الأسواق نموا في العالم. لدى الإمارات روابط تجارية واستثمارية كبيرة مع الصين والهند، واللتان هما الشريكين التجاريان الأكبر للإمارات. كما أن لدى الإمارات إمكانات كبيرة لتوسيع تعاونها مع البرازيل وروسيا وجنوب أفريقيا في مختلف القطاعات مثل الزراعة والتعدين والطاقة والسياحة والتكنولوجيا.
  • رأت الإمارات أيضاً في مجموعة بريكس منصةً لمشاركة خبراتها مع الدول الأخرى التي تواجه تحديات وفرص مماثلة. حققت الإمارات تقدماً ملحوظًا في تنويع اقتصادها وتقليل اعتمادها على إيرادات النفط وتحسين مؤشرات الحوكمة والتنمية البشرية وتعزيز الابتكار وريادة الأعمال. ويمكن للإمارات أن تقدم دروسًا قيمة وأفضل الممارسات لأعضاء وشركاء بريكس الآخرين حول كيفية تحقيق النمو الاقتصادي والرفاهية الاجتماعية.
  • رأت الإمارات أيضاً في بريكس بمثابة منبر للمساهمة في السلام والاستقرار العالميين. وقد لعبت الإمارات دورًا نشطًا في تعزيز الأمن الإقليمي والدولي والمساعدة الإنسانية. وتعتقد الإمارات أن الانضمام المنظمة يمكن أن يكون قوة إيجابية للتعددية الثقافية في مواجهة القضايا العالمية مثل تغير المناخ وخفض الفقر والوقاية من الأوبئة ومنع الإرهاب وعدم الانتشار النووي.

ما هي فوائد الانضمام الي منظمة البريكس؟

placeholder
البريكس

ستوفر عضوية الإمارات في منظمة البريكس العديد من الفوائد لكل من الإمارات وغيرها من أعضاء BRICS. بعض هذه الفوائد هي:

  • توفير فرص تجارية واستثمارية أكبر للإمارات والأعضاء الآخرين في المنظمة: سيكون لدى الإمارات الوصول إلى الأسواق الكبيرة والديناميكية لأعضاء بريكس. ستتمكن الإمارات أيضًا من جذب مزيد من الاستثمارات المباشرة الأجنبية من هذه الدول عن طريق توفير بيئة عمل جاذبة، وموقع استراتيجي، وقوة عاملة مهرة، وبنية تحتية حديثة، ونظام سياسي ثابت. سيستفيد أيضًا أعضاء البريكس من دور الإمارات كمحور إقليمي للتجارة والتجارة الذي يربطهم بالأسواق الأخرى في الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا وآسيا. ستعزز مع الوقت التعاون المالي بين بلدان البريكس و دولة الإمارات العربية المتحدة. ستؤهل عضوية الإمارات في البريكس دولة الإمارات العربية المتحدة للاستفادة من الموارد المادية التي تتيحها الصناديق الاستثمارية للمشاريع، بالإضافة إلى المشاركة في صنع القرار والحكم في هذه المؤسسات والتأثير على سياستها وأولوياتها. سيستفيد أعضاء منظمة البريكس الآخرون أيضًا من الإسهام المالي والخبرة الإماراتية في هذه المؤسسات. سيسمح التحالف بالتعاون مع الدول الأعضاء في منظمة البريكس في مجال الأبحاث والتطوير ونقل التكنولوجيا وحماية الملكية الفكرية وتطوير بيئة الابتكار. ستتمكن الإمارات أيضًا من استغلال مواهب وإبداعات أعضاء البريكس الآخرين لتعزيز قدرتها على الابتكار والقدرة التنافسية. سيستفيد أيضًا أعضاء منظمة البريكس من الريادة والرؤية الابتكارية الإماراتية في مجالات مثل الطاقة المتجددة واستكشاف الفضاء والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي.

كيف سيؤثر هذا على اقتصاد الإمارات ومستقبلها؟

انضمام دولة الإمارات إلى منظمة البريكس سيؤثر إيجابًا على اقتصادها ومستقبلها. بعض هذه التأثيرات تتمثل في ما يلي:

– زيادة النمو الاقتصادي والتنوع: سيعزز انضمام الإمارات إلى مجموعة بريكس التجارة وتدفقات الاستثمار، ويخلق فرصاً وأسواقًا جديدة، ويولد مزيدًا من الوظائف والدخل، ويحفز نشاطًا اقتصاديًا وإنتاجية أكثر. سيساعد انضمام الإمارات إلى منظمة البريكس أيضًا على تنويع اقتصادها بعيدًا عن اعتمادها على النفط وتجاه القطاعات التي تتمتع بقيمة مضافة أكبر وتعتمد على المعرفة.

تحسين المرونة الاقتصادية والاستدامة: سيعزز انضمام الإمارات إلى مجموعة بريكس استقرارها المالي وأمانها، ويقلل تعرضها للصدمات الخارجية والتقلبات، ويزيد من فضاءها المالي ومرونتها. سيساعد انضمام الإمارات إلى منظمة البريكس أيضًا على تحقيق أهدافها البيئية والاجتماعية، مثل خفض أثرها الكربوني، وزيادة حصتها من الطاقة المتجددة، وتحسين رأسمالها البشري، وضمان الشمول الاجتماعي والتماسك.

– رفع الحالة والتأثير العالمي: سيرفع انضمام الإمارات إلى مجموعة بريكس ملفها وسمعتها الدولية، ويزيد من صوتها وتمثيلها في المنتديات والمؤسسات العالمية، ويعزز شراكاتها وتحالفاتها الاستراتيجية. سيمكن انضمام الإمارات إلىمنظمة البريكس أيضًا من اللعب دورًا أكثر فعالية وبناءً في تشكيل الأجندة العالمية ومواجهة التحديات العالمية.

في النهاية

قال الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير الدولة: “نعبر عن تقديرنا لاتفاق زعماء دول البريكس المتعلق بتضمين الإمارات العربية المتحدة في هذه المجموعة الهامة اعتبارًا من يناير 2024، ونحن ممتنون لثقتهم في هذا الصدد. تسعى الإمارات إلى دعم التعددية الثقافية والشراكات الدولية لتحقيق التنمية والازدهار والفائدة لجميع الدول والشعوب”

ويعد انضمام الإمارات إلى مجموعة بريكس إنجازًا تاريخيًا يعكس نجاحها الاقتصادي وبراعتها الدبلوماسية. كما أنه خطوة استراتيجية ستجلب الكثير من الفوائد للإمارات وأعضاء دول البريكس الأخرى. وهو أيضًا خطوة رؤية ستؤثر على اقتصاد الإمارات ومستقبلها بطريقة إيجابية. وبالإنضمام إلى مجموعة بريكس، تكون الإمارات وجميع الأطراف المعنية قد حققوا الفوز المشترك.

البريكس